وصف المدون

إعلان الرئيسية

الثبات في مواجهة التحديات

 

الثبات في مواجهة التحديات

الثبات في مواجهة التحديات:

 مقتبسات من كتاب حراسة الفضيلة للشيخ بكر أبو زيد

 

في ظل الهجمات الشرسة التي تستهدف القيم الدينية والأخلاقية، تبرز أهمية التمسك بالثوابت والدفاع عنها. من بين الأعمال التي سلطت الضوء على هذه المسألة، كتاب "حراسة الفضيلة" للشيخ بكر أبو زيد، رحمه الله، الذي توفي عام 1429هـ. هذا الكتاب يعد مرجعًا قيمًا في زمننا الحالي، حيث يتناول التحديات التي تواجه الدين الإسلامي ويقدم رؤية متماسكة للثبات أمامها.

 

قوة الإسلام وثباته عبر الزمن

 قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه "حراسة الفضيلة":

"إنَّ المراهنة على اندثار هذا الدين بشعائره العظيمة وفرائضه، بل وسننه، مراهنةٌ خاسرة لم تفز يومًا منذ زمن أبي جهل حتى "وقتنا"؛ ولكنكم قومٌ تستعجلون!".

الإسلام لا يموت، ولكنه يمر بفترات تمحيص يؤكد الشيخ بكر أبو زيد أن الإسلام لا يمكن أن يموت، لكنه يمر بفترات تمحيص. في هذه الفترات، ينجو الصادقون ويسقط مرضى القلوب في أوحال الانتكاسة.

 

 ويوجه رسالة تشجيع لكل مسلم:

"واعلم - ثبَّت الله قلبك - أنَّ الإسلام لا يموت، لكنه يمر بفترات تمحيص ينجو فيها أهل الصدق، ويسقط فيها مرضى القلوب في أوحال الانتكاسة، فاصبر واحتسب؛ فلستَ أنت خيرًا من بلال، ولستِ خيرًا من سميَّة رضي الله عنهم أجمعين.".

 

الصبر في وجه الفتن:

يشير الشيخ إلى الأيام العجاف التي سيقبض فيها المسلم على دينه كالقابض على الجمر، مما سيحزنه ويؤلمه. ومع ذلك، يؤكد أن هذه المشاعر العظيمة عند الله دليل على الخير المكنون في القلب، وينصح بالثبات على هذه المشاعر:

"واعلم أنه ستمر بك أيامٌ عجاف، القابض فيها على دينه كالقابض على الجمر، سيُحزنك الواقع، وتؤلمك المناظر، هذه المشاعر عظيمةٌ عند الله، ودليل خيرٍ وقرها في قلبك، لا تنحرها بسكين الانتكاسة!".

 

الثبات على الحق وعدم الاغترار:

يحث الشيخ على الثبات على الحق وعدم الاغترار بقلة السالكين في طريق الحق أو كثرة الهالكين في طريق الباطل. ويذكر بأن المؤمن هو الجماعة حتى لو كان وحيدًا، مستشهدًا بقول الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: { إنَّ إبراهيمَ كان أُمَّة }

 قال ابن القيم - رحمه الله : عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين .. وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين.

 

فضل البقاء في قافلة الخير

ينبه الشيخ إلى أن الخروج من قافلة الخير لا يضر أحدًا سوى الشخص نفسه، بينما البقاء فيها هو فضل من الله ونعمة يجب الحفاظ عليها. ويوجه رسالة تحذير من الخسران المبين الناتج عن مواكبة العصر والزمن الجديد بشكل خاطئ:

"أخيرًا: اِعلم أنَّ خروجك من قافلة الخير لا يضر أحدًا سِواك! ووجودك فيها فضلٌ من الله عليك ونعمةٌ أنعم بها عليك، والخروج منها هو الخسران المبين في ثوب مواكبة العصر والزمن الجديد!".

 

الشريعة تسير بثبات

يختتم الشيخ كلامه بالتأكيد على أن شريعة السماء تسير بثبات، غير آبهة بأسماء المتخاذلين. فالأسماء تسقط وتعلو وفق إرادة الله، والله سبحانه وتعالى لا يخلف وعده بعودة الإسلام حاكمًا:

"واعلم أنَّ شريعة السماء تسير غير آبهة بأسماء المتخاذلين، تسقط أسماء وتعلو أسماء {وإنْ تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}، وسيعود الإسلام بإذن الله حاكمًا، والله لا يخلف وعده: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)"..

 

كتاب "حراسة الفضيلة" للشيخ بكر أبو زيد هو نداء للثبات أمام التحديات، ورسالة تحذير من الاستعجال والانتكاسة. يحمل الكتاب في طياته دعوة للصبر والتمسك بالحق، والتأكيد على أن الإسلام، برغم كل الصعوبات، سيظل قويًا وثابتًا حتى يحقق الله وعده بنصر عباده الصالحين.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان آخر الموضوع

Back to top button