عبد الوهاب المسيري: فارس الفكر العربي ومدافع الحضارة الإسلامية
المقدمة:
يُعدّ المفكر المصري عبد الوهاب المسيري
(1938-2008) أحد أهمّ رواد الفكر العربي والإسلامي في القرن العشرين. تميّزت
مسيرته الفكرية الغزيرة بتصديه للفكر الحداثي الغربي، ودفاعه عن الأصالة
الإسلامية، وتقديمه لمشروع فكريّ متكامل لإعادة النهضة الحضارية العربية.
نشأته وتعليمه:
ولد عبد الوهاب المسيري في مدينة دمنهور
بمصر عام 1938. درس اللغة الإنجليزية في جامعة الإسكندرية، ثمّ حصل على الماجستير
والدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
عمل أستاذًا للأدب الإنجليزي في جامعة الإسكندرية، ثمّ شغل منصب مدير مركز
الدراسات الحضارية بجامعة قطر.
مواجهة الحداثة الغربية:
كرس المسيري جهوده لدراسة الفكر الغربي
وتحليله، ونقد تناقضاته وعيوبه. رأى في الحداثة الغربية مشروعًا استعماريًا يسعى
إلى هيمنة الغرب على العالم، وتهميش الحضارات الأخرى، ونشر القيم المادية والفردية
على حساب القيم الروحية والمجتمعية.
مؤلفاته وأفكاره:
أثّرت مؤلفات المسيري الغزيرة تأثيراً
عميقًا في الفكر العربي والإسلامي. من أهمّ كتبه:
موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية:
تُعدّ من أهمّ الأعمال الموسوعية العربية التي تُحلّل تاريخ اليهودية والصهيونية
وأفكارهما.
المثقف العربي: يُناقش فيه دور المثقف
العربي في مواجهة التحديات الحضارية المعاصرة.
المسألة الصهيونية: يُحلّل فيه جذور
الصهيونية وأهدافها وأساليبها.
أزمة الحضارة: يُقدم فيه تحليلاً نقديًا
لأزمة الحضارة المعاصرة، ويُقترح حلولًا للخروج منها.
مناهجه الفكرية:
تميّزت مناهج المسيري الفكرية بالتنوع
والشمولية. اعتمد على المنهج التحليلي والنقدي في دراسة الفكر الغربي، واستخدم
المنهج المقارن لدراسة الحضارات المختلفة. كما اهتمّ بدراسة التاريخ الإسلامي
وفقهه، وعلم الاجتماع، وعلم النفس.
إسهاماته في الفكر العربي:
ساهم المسيري بشكل كبير في إثراء الفكر
العربي والإسلامي. من أهمّ إسهاماته:
كشف مخططات الفكر الغربي الاستعمارية.
الدفاع عن الأصالة الإسلامية وتقديم بديل
حضاري متكامل.
دعوة إلى الوحدة العربية والإسلامية.
إثارة الوعي بأهمية القيم الروحية
والأخلاقية.
ختامًا:
يُعدّ عبد الوهاب المسيري من أهمّ مفكري
العرب في العصر الحديث. ترك لنا إرثًا فكريًا غنيًا يُشكّل مرجعًا هامًا للأجيال
القادمة في مواجهة التحديات الحضارية المعاصرة.