إذا أردتَ ألا تندمَ على شيءٍ فافعلْ كلَّ شيءٍ لوجهِ الله علي الطنطاوي
إذا أردتَ ألا تندمَ على شيءٍ فافعلْ كلَّ شيءٍ لوجهِ الله (علي الطنطاوي)
مقدمة:
تُعدّ مقولة " إذا أردتَ ألا تندمَ على شيءٍ فافعلْ كلَّ شيءٍ لوجهِ الله
" من أقوال العلامة الشيخ علي الطنطاوي، رحمه الله، والتي تحمل في طيّاتها
معنى عميقًا ودعوةً ساميةً. فما المقصود بكلماتها؟ وكيف تُطبّق عمليًا في حياتنا؟
شرح المقولة:
تُشير هذه المقولة إلى أنّ الدافع وراء
أيّ عملٍ هو ما يحدّد قيمته ومكانته. فإذا كان الدافع هو إرضاء الله تعالى ونيل
رضاه، فسيُبارك الله في ذلك العمل ويجعله خالصًا لوجهه الكريم، ممّا يُبعد عن
صاحبه الشعور بالندم. أمّا إذا كان الدافع لغير الله، كالسعي وراء المنافع الشخصية
أو تحقيق المكاسب الدنيوية، فمن المرجّح أن يُصيب صاحبه الندم في نهاية المطاف،
مهما حقّق من نجاحاتٍ ظاهريّة.
أهمية العمل لله:
يُؤكّد الشيخ الطنطاوي على أهمية العمل
لله في إبعاد الندم عن الإنسان، وذلك لما يلي:
* إخلاص النية لله: عندما يعمل الإنسان
لله، فإنّه يُخلص عمله من الشوائب والرغبات الدنيوية، ممّا يجعله عملًا خالصًا
لوجه الله تعالى.
* الرضا: عندما يعمل الإنسان لله، فإنّه
يضع نصب عينيه رضاه تعالى، لا رضى المخلوقات، ممّا يجعله أكثر قدرةً على الصبر
وتحمل المشقّات، ويُقلّل من احتمالية شعوره بالندم.
* الأجر: العمل لله يُؤجّر صاحبه في
الدنيا والآخرة، ممّا يُضفي على حياته معنىً وهدفًا ساميًا، ويُبعد عنه شعور الندم
على ما ضاع من عمره.
تطبيق المقولة عمليًا:
لا يقتصر تطبيق مقولة الشيخ الطنطاوي
على العبادات الدينية فقط، بل يُمكن تعميمها على جميع جوانب حياتنا. ففي كلّ عملٍ
نقوم به، علينا أن نسأل أنفسنا: ما هو دافعنا؟ هل هو إرضاء الله تعالى أم تحقيق
مكاسبٍ دنيوية؟
وإليكم بعض الخطوات التي تُساعدنا على
تطبيق هذه المقولة في حياتنا:
* إخلاص النية: قبل البدء بأيّ عملٍ،
علينا أن نُطهّر نيتنا ونجعلها خالصةً لوجه الله تعالى.
* التوكل على الله: بعد بذل الجهد
والأخذ بالأسباب، علينا أن نتوكل على الله ونُسلم له الأمر، ونؤمن بأنّه سيُقدّر
لنا الخير في كلّ الأحوال.
* الصبر: قد لا نحصل على النتائج التي
نرجوها من أول مرة، ممّا قد يُعرّضنا لليأس والشعور بالندم. ولكن علينا أن نتحلّى
بالصبر ونُؤمن بأنّ الله تعالى سيُجازينا خير الجزاء في الوقت المناسب.
* الشكر: عندما نُحقّق النجاح في أيّ
عملٍ، علينا أن نشكر الله تعالى على فضله وكرمه، وألا ننسى أنّ ذلك بفضله وتوفيقه.
إنّ العمل لله هو مفتاح السعادة والراحة
النفسية في الدنيا والآخرة. فإذا سعينا جاهدين لجعل أعمالنا خالصةً لوجه الله
تعالى، فسنتجنّب الندم ونُحقّق النجاح والتوفيق في حياتنا.
ومن
كتب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: (أبو بكر الصديق، أخبار عمر ، أعلام التاريخ
(1-7) ، بغداد: مشاهدات وذكريات ، تعريف عام بدين الإسلام ، الجامع الأموي في دمشق
، حكايات من التاريخ (1-7) ، دمشق: صور من جمالها وعبر من نضالها ، ذكريات علي
الطنطاوي (8 أجزاء) ، رجال من التاريخ ، صور وخواطر ، صيد الخاطر لابن الجوزي
(تحقيق وتعليق) ، فتاوى علي الطنطاوي، فصول إسلامية، فكر ومباحث، في أندونيسيا ،
في سبيل الإصلاح ، قصص من التاريخ ، قصص من الحياة ، مع الناس ، مقالات في كلمات ،
من حديث النفس، من نفحات الحرم، وهتاف المجد ، وبعد الخمسين)