مركز تكوين الملاحدة... لا تحسبوه شراً لكم
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "لَا تَحْسَبُوهُ
شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ"، وهذه الآية تعبر عن حكمة عميقة في
كيفية رؤية الأحداث والتطورات التي قد تبدو للوهلة الأولى سلبية أو مقلقة. في
السياق الذي ذكرته حول إنشاء مؤسسة فكرية تجمع بعض الزنادقة العرب، يمكننا تطبيق
هذا المبدأ القرآني لفهم حقيقة الأمر من منظور أكثر إيجابية.
الفوائد والنتائج الإيجابية:
1. كشف الهوية والمواقفعة فوائد كثيرة.
:
·
عندما
يجتمع هؤلاء الأفراد تحت مظلة واحدة ويعلنون عن أنفسهم بشكل صريح، فإن ذلك يسهل
على الناس التعرف عليهم وعلى أفكارهم ومواقفهم. هذا الوضوح يُعريهم أمام العامة
ويمكّن الناس من معرفة نواياهم الحقيقية بدون أي لبس أو تدليس.
2.
تقليل التأثير السلبي:
·
الأفكار
الهدامة تكون أكثر ضررًا عندما تأتي من أفراد يبدون ملتزمين بالدين ويختبئون وراء
ستار الاجتهاد. أما إذا كانت هذه الأفكار تصدر عن أشخاص معروفين بمعاداتهم الصريحة
للدين، فإن تأثيرهم السلبي يتضاءل لأن الناس سيكونون أكثر حذرًا في تلقي أفكارهم
وتصديقها.
3. تعزيز الوحدة بين المسلمين:
·
مواجهة
العدو الواضح تسهم في توحيد الصفوف. عندما يتضح للمسلمين من هو العدو الحقيقي،
يصبح من الأسهل التكاتف والتعاون لمواجهة الأفكار الهدامة وحماية المجتمع منها.
4. التفرغ للأولويات:
·
معرفة
أن هناك منصة تجمع هؤلاء الزنادقة تسهل على العلماء والدعاة توجيه جهودهم نحو
القضايا الأكثر أهمية، بدلاً من تضييع الوقت في محاولات كشف وتبيين النفاق
والتدليس المتستر.
فرصة ذهبية
لا شك أن تأسيس مثل هذه المؤسسة وبروزها إلى العلن يمثل فرصة
ذهبية للمجتمع الإسلامي للتعامل بذكاء وحكمة مع التحديات الفكرية المعاصرة. إذ
يمكن للعلماء والدعاة والمفكرين استغلال هذا الموقف لتعزيز الوعي الديني والفكري
بين الناس، وتقديم الردود العقلانية والدلائل الشرعية التي تفند أفكار هذه المؤسسة
وأهدافها.
كما أن هذا الأمر يعزز من دور الإعلام الإسلامي والمنصات
الفكرية التي تهدف إلى نشر الوعي الصحيح، حيث يمكنها استغلال هذه الفرصة لإقامة
حوارات ومناظرات تثبت زيف الادعاءات التي تروج لها تلك المؤسسة.
باختصار
إن اجتماع الزنادقة في مؤسسة واحدة ورفعهم لافتات تعبر عن
هويتهم هو بلا شك نعمة مستترة. فهذا الأمر يكشف حقيقتهم أمام الناس، ويقلل من خطر
تأثيرهم السلبي، ويوحد صفوف المسلمين لمواجهة التحديات الفكرية بوضوح وقوة. علينا
أن نستفيد من هذه الفرصة لتعزيز الوعي الديني والفكري، وتوجيه الجهود نحو حماية
المجتمع الإسلامي من الأفكار الهدامة بأسلوب حكيم وعقلاني.