وصف المدون

إعلان الرئيسية

 

أهمية الصلاة في حياة المسلم

أهمية الصلاة في حياة المسلم


أيها المسلم، إن الصلاة هي أعظم شعائر الإسلام، بل هي الركن الركين والصلة بينك وبين ربك، ولها فضائل ومكارم في الدنيا والآخرة، وفوائد تعود عليك وعلى مجتمعك. فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي مالك الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصلاة نور...».

الصلاة نور لك في قلبك، تفتح لك باب معرفة الله عز وجل، وباب المعرفة في أحكامه وأفعاله وأسمائه وصفاته: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14].

الصلاة نور؛ لأنها سبب لانشراح قلبك وإقبالك إلى الله تعالى بظاهرك وباطنك.

الصلاة نور يُستضاء به في دياجير الظُّلَم، تنير لك الطريق المستقيم، وتهديك إلى الصواب، وتنهاك عن الفحشاء والمنكر؛ {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].

الصلاة نور تستعين بها على سلوك طريق الهدى، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153].

الصلاة نور يُشرِق على وجهك، فيكسوه بهاءً وجلالًا؛ ولهذا تجد أكثر الناس نورًا في الوجوه هم أكثرهم صلاة، وأخشعهم لله عز وجل. فسِيْمَا المصلين خضوع لله وخشوع، يتوارى معه الخيلاء والكبرياء، ويحل محلها الوضاءة وإشراق الوجه والروح؛ يقول تعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29].

والصلاة نور بكل معاني النور؛ نور لك في قلبك، وفي وجهك، وفي قبرك، وفي حشرك يوم القيامة؛ لأن الصلاة عمود الإسلام، فإذا قام العمود قام البناء، وإذا لم يقُمِ العمود فلا بناء.

والمساجد بيوت النور؛ أذِن الله أن تُرفع، ويُذكر فيها اسمه، هي مهبط رحمته، ومنزل ملائكته، تُعمَر بالعبادة والصلاة والذكر، {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [النور: 36].

وفي الصلاة، تُقرأ فاتحة الكتاب، وهي نور؛ كما جاء في الحديث الصحيح: ((أبْشِرْ بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته))

وفي الصلاة تقرأ ما تيسر من القرآن، والقرآن نور؛ {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} [المائدة: 15]، {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى: 52].

الصلاة نور تنير ظلمة القبر؛ قال صلى الله عليه وسلم: «إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله تعالى ينوِّرها لهم بصلاتي عليهم»؛ (رواه البخاري ومسلم)، وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: «صلِّ ركعتين في ظُلَمِ الليل لظلمة القبور».

الصلاة نور يتلألأ على جبينك يوم القيامة، وأمة محمد صلى الله عليه وسلم هي أمة الغرة والتحجيل، وتُدعى بين الخلائق بهذا النور: «إن أمَّتي يُدْعَون يوم القيامة غرًّا محجلين من آثار الوضوء»؛ (متفق عليه).

وإذا كانت الصلاة نورًا وبرهانًا، فإن ترك الصلاة سواد وظلمة في الدنيا والآخرة؛ فالطاعة نور، والمعصية ظلمة، وكلما قوِيَتِ الظلمة ازدادت الحيرة، حتى تظهر وتعلو على الوجه، فيصير سوادًا يدركه أهل البصائر، ينتهي بك الحال إلى سوء المآل يوم العرض على الملك الجبار: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} [المدثر: 42 - 47].

أيها المسلم، إن الصلاة الجامعة لشروطها ومكملاتها يعظم ثوابها، وهي نور لك في جميع أحوالك، وهذا يقتضي أن تحافظ عليها، وتكثر منها حتى يكثر نورك وإيمانك، وتكون لك يوم القيامة نورًا، يضيء لك طريقك إلى الجنة.

أسأل الله أن يمدك بنور من نوره، وأن يجعل في قلبك نورًا، وفي بصرك نورًا، وفي سمعك نورًا، وفي قبرك نورًا، وفي الحشر نورًا، وعلى الصراط نورًا، وأن يعظم لك نورًا.

فاتق الله، واعلم أن من أراد النجاة في الدنيا والآخرة، فعليه بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وميراثه، بالمحافظة على الصلاة؛ فأنت بحاجة إلى نور تُبْصَر به الحقيقة، ويُبدَّد فيه الظلام، ويُقتبس منه لإكمال السير إلى الله، والصلاة هي محل هذا النور، وأنت بحاجة إلى كمال التزود منها كل يوم وليلة، خصوصًا في أزمنة الفتن والمحن.

واعلم أن تارك الصلاة فيه خلاف أهو مسلم أم خرج من الإسلام بتركه للصلاة، فلا يبنغي لك أن تضع نفسك في محل خلاف في أصل دينك.

الصلاة هي العبادة التي فرضت بدون وحي فهي الوحيدة التي فرضت في السماء السابعة دون واسطةٍ بين الله تعالى ونبيه محمدًا صلّى الله عليه وسلّم عبادة الصلاة، وليس ذلك إلّا لبيان أهمّيتها، وفضلها، وعظمة مكانتها في ميزان الله تعالى، حيث فُرضت الصلاة أولًا خمسين صلاةً كما ورد في حديث صحيحٍ طويلٍ عن النبي عليه الصلاة والسلام، ثم خفّفها الله تعالى على الأمة حتى بلغت خمس صلواتٍ في اليوم والليلة.

 

فنسأل الله أن يثبتنا على طاعته وحسن عبادته، وصلي الله اللهم وسلم على سيدنا محمد ﷺ .

 

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان آخر الموضوع

Back to top button