قراءة القرآن الكريم في الظلمة
إن
القراءة (أي
قراءة القرآن)
في الليل
تعد من
أنفع العبادات،
فكثير من
العبادات لا
تظهر لذتها
إلا في
الظلمة. لهذا،
يعتبر الثلث
الأخير من
الليل من
أهم أوقات
اليوم؛ لقول
الرسول -صلى
الله عليه
وسلم-: «إذا
كان ثلث
الليل الآخر
ينزل ربنا
إلى سماء
الدنيا فيقول:
هل من
سائل فأعطيه؟
هل من
مستغفر فأغفر
له؟».
عبادة
الليل، خاصة
في شهر
رمضان، فرصة
عظيمة للتقرب
إلى الله
والتأمل في
كلامه، مما
يمنح المؤمن
لذة الروحانية
والطمأنينة. رغم
أن الكثيرين
يسهرون ليالي
رمضان، إلا
أنهم قد
يغفلون عن
استغلال هذه
الساعات الثمينة
في عبادة
الله وقراءة
القرآن.
لذلك،
يجب على
المسلم أن
يسعى بجد
واجتهاد لاستغلال
هذه الأوقات
المباركة. فقد
سبقنا السلف
الصالح في
اغتنام هذه
الفرص، ولا
ينبغي لنا
أن نتأخر
في ذلك،
بل يجب
أن نكون
في مقدمة
الساعين إلى
الله. ولا
شك أن
الله يوفق
من يشاء
لما يحب
ويرضى.
إذا
وضع المسلم
لنفسه برنامجاً
يومياً لقراءة
القرآن في
الليل، فإنه
يرتبط بعبودية
لله ويبتعد
عن الغافلين.
إن الالتزام
بقراءة القرآن
ليلاً يمنح
الشخص شعوراً
بالرضا والقرب
من الله،
ويضفي على
حياته روحانية
خاصة.
في
عصرنا الحالي،
مع توفر
الإضاءة الليلية
التي حولت
الليل إلى
نهار، قد
نغفل عن
أهمية العبادة
في الظلمة.
لقد خلق
الله الليل
ليكون سُباتاً
وراحة للناس،
ولكننا بقلبنا
الليل إلى
نهار فقدنا
فطرة الله
التي فطرنا
عليها. العبادة
في الظلام
تجمع الهمّ،
وتُركّز النفس،
وتجعل البصر
غير منشغل
بما حوله.
جرّب
المسلم أن
يقرأ القرآن
من حفظه
أو يصلي
النوافل في
الليل دون
إضاءة، فإنه
سيشعر بتركيز
أكبر ولذة
في العبادة
لا يجدها
تحت إضاءة
الكهرباء. العبادة
في الظلمة
تمنح المرء
فرصة للتأمل
العميق والتفكر
في معاني
القرآن، وتزيد
من خشوعه
وخضوعه لله.
في
الختام، يجب
أن ندرك
قيمة عبادة
الليل، خاصة
قراءة القرآن
والصلاة في
جوف الليل،
وأن نسعى
جاهدين ألا
نكون من
الغافلين. فلنغتنم
هذه الفرص
الثمينة، ولنرتبط
بعبودية الله
في كل
لحظة من
حياتنا، سائلين
الله أن
يوفقنا جميعاً
لما يحب
ويرضى.