وصف المدون

إعلان الرئيسية


الدعوة وتحدياتها… البشير الابراهيمي


الدعوة وتحدياتها… البشير الابراهيمي

 


قال البشير الإبراهيمي رحمه الله:

 

"ولو أن للدّعوة المُحمديةِ عُشْرَ ما للدعوة المسيحية: من إسناد، وإمداد، وهِمَمِ راعيةٍ، وألسنة داعيةٍ؛ لَغَمَرَ المشرِقَينِ، وعَمَرَ القُطبين.

 

ولو أنَّ دِينًا لقي من الأذى والمقاومة عُشرَ ما لقي الإسلامُ؛ لتلاشى واندثر، ولم تَبقَ له عين ولا أثر.

 

وإنّ من أكبر الدلائل، وأصدق البراهين على حقية الإسلام: بقاءه مع هذه الغارات الشعواء من الخارج، ومع هذه العوامل المُخرّبة من الداخل وإنَّ هذه لأنكى وأضرُّ.

 

فَلَكم أراد به أعداؤه كيدًا: تارةً بقوة السيف، وتارةً بقوة العلم؛ فوجدوه في الأولى صَلْبَ المَكْسَرِ، ووجدوه في الثانية ناهِضَ الحَجَةِ، وردُّوا بغيظهم لم ينالوا خيرًا.

 

ولكنهم عادوا فضللوا أبناءه عنه، ولَفَتوهم عن مُشْرِقِه، وفتنوهم بزخارف الأقوال والأعمال؛ ليصدُّوهم عن سبیله.

 

وإن أخُوفَ ما يَخافُ المُشْفِقُونَ على الإسلام: جَهْلُ المسلمين لحقائقه، وانصرافهم عن هدايته؛ فإنَّ هذا هو الذي يُظمِعُ الأعداء فيهم وفيه، وما يُظمِعُ الجارَ الحاسِدَ في الاستيلاء على كرائِمِ جارِهِ الميّتِ إلا الوارث السّفيه".

 

آثار الإبراهيمي (82/3)

 

 

الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله قدّم تحليلًا عميقًا حول التحديات التي واجهتها الدعوة الإسلامية مقارنة بالدعوة المسيحية، مشيرًا إلى أن الدعوة المحمدية، لو حظيت بمثل الدعم والإسناد الذي حصلت عليه المسيحية، لكانت قد انتشرت بشكل أكبر وغطّت جميع أنحاء العالم. وأكد الشيخ الإبراهيمي أن الإسلام، رغم كل الأذى والمقاومة التي تعرض لها، استطاع أن يبقى صامدًا ولم يتلاشَ كما كان يمكن أن يحدث لأي دين آخر تحت نفس الظروف.

 

التحديات الخارجية والداخلية:

 

الشيخ البشير الإبراهيمي ركّز على نوعين من التحديات التي تواجه الإسلام: الخارجية المتمثلة في الغارات الشعواء، والداخلية المتمثلة في العوامل المخربة من الداخل. وأوضح أن الأذى الخارجي لم يكن قادرًا على القضاء على الإسلام بسبب صلابته وقوة حجته. ورغم محاولات الأعداء استخدام السيف والعلم للقضاء عليه، إلا أنهم لم يحققوا أي نجاح يذكر.

 

الفتنة الداخلية:

 

وأشار الإبراهيمي إلى أن الخطر الأكبر الذي يهدد الإسلام يأتي من الداخل، من جهل المسلمين بحقائق دينهم وانصرافهم عن هدايته. وأوضح أن هذا الجهل والانصراف هو الذي يشجع الأعداء على محاولة استغلال المسلمين والسيطرة عليهم، تمامًا كما يشجع الجهلاء على التسلط على حقوق الجار السفيه.

 

التأمل والدروس المستفادة:

 

يمكننا من تأمل كلمات الشيخ البشير الإبراهيمي استخلاص عدة دروس مهمة:

 

1. أهمية العلم والدعوة:

   - ضرورة تعزيز العلم والمعرفة بين المسلمين لدعم الدعوة الإسلامية ومواجهة التحديات بصلابة وحجة قوية.

  

2. الوحدة والتماسك:

   - أهمية التماسك الداخلي بين المسلمين وتجنب الفتن الداخلية التي تضعف المجتمع الإسلامي وتجعله عرضة للاستغلال.

 

3. الوعي بالتحديات:

   - الوعي بالتحديات الخارجية والداخلية والاستعداد لمواجهتها بعقلانية وثبات.

 

4. الالتزام بالهداية الإسلامية:

   - العودة إلى تعاليم الإسلام والالتزام بهدايته لضمان بقاء المجتمع الإسلامي قويًا وصلبًا أمام التحديات.

 

في النهاية، كلمات الشيخ البشير الإبراهيمي تذكير قوي بأهمية الحفاظ على الدعوة الإسلامية وتعلم حقائقه والثبات أمام التحديات لضمان استمراره وازدهاره.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان آخر الموضوع

Back to top button